مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرآننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء، فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء، فما جاء حتى قرأت:{سبح اسم ربك الأعلى} في سور مثلها من المفصل. رواه البخاري.
٥٩٥٧ - وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال:((إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده)). فبكى أبو بكر قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا!! فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا. متفق عليه.
٥٩٥٨ - وعن عقبة بن عامر، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثمان سنين، كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال:((إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه وأنا في مقامي هذا، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، وإني ليست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها)) وزاد بعضهم: ((فتقتتلوا، فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم)). متفق عليه.
ــ
الحديث الثاني عن أبي سعيد رضي الله عنه:
قوله:((إن عبداً خيره الله)) فهم الصديق من هذا الكلام مفارقته صلى الله عليه وسلم الدنيا فبكى، كما فهمت الصديقة من قوله صلى الله عليه وسلم:((مع الذين أنعمت عليهم من النبيين)) أنه صلى الله عليه وسلم خير كما يجيء بعد. الحديث الثالث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه:
قوله:((على قتلى أحد)) ((مظ)): أي استغفر لهم، واستغفاره لهم كالوداع للأحياء والأموات، أما الأحياء فبخروجه من بينهم، وأما الأموات فبانقطاع دعائه واستغفاره لهم.