٦٠٤٧ - وعن عقبة بن عامر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب)) رواه الترمذي. قال:[هذا] حديث غريب [٦٠٤٧].
٦٠٤٨ - وعن بريدة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء. فقالت: يا رسول الله! إني كنت نذرت إن ردك الله صالحاً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن كنت نذرت فاضربني، وإلا فلا)) فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها ثم قعدت عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الشيطان ليخاف منك يا عمر! إني كنت جالساً وهي تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر! ألقت الدف)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب [٦٠٤٨].
ــ
الحديث الخامس عن بريدة رضي الله عنه:
قوله:((إني كنت نذرت)) تو: النبي صلى الله عليه وسلم إنما مكانها من ضرب الدف بين يديه لأنها نذرت، فدل نذرها على أنها عدت انصرافه على حال السلامة نعمة من نعم الله عليه، فانقلب الأمر فيه من صفة اللهو إلى صفة الحق، ومن المكروه إلى المستحب، ثم إنه لم يكره من ذلك ما يقع به الوفاء بالنذر، وقد حصل ذلك بأدنى ضرب، ثم عاد الأمر في الزيادة إلى حد المكروه ولم ير أن يمنعها لأنه لو منعه صلى الله عليه وسلم كان يرجع إلى حد التحريم فلهذا سكت عنها وحمد انتهاءها عما كانت فيه بمجيء عمر رضي الله عنه.
فإن قلت: كيف قرر إمساكها عن ضرب الدف هاهنا بمجيء عمر ووصفه بقوله ((إن الشيطان ليخاف منك يا عمر)) ولم يقرر انتهاء أبي بكر رضي الله عنه الجاريتين اللتين كانتا تدففان أيام منى؟.
قلت: منع أبا بكر بقوله: ((دعهما)) وعلله بقول: ((فإنها أيام عيد)) وقرر ذلك هنا فدل ذلك على أن الحالات والمقامات متفاوتة، فمن حال تقتضي الاستمرار، ومن حالة لا تقتضيه.