وقال الترمذي هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع.
٦٠٧٢ - وعن عبد الرحمن بن خباب، قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقام عثمان، فقال: يا رسول الله! علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقام عثمان، فقال: على مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض، فقام عثمان، فقال: علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض، فقام عثمان، فال: علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول:((ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه)) رواه الترمذي [٦٠٧٢].
ــ
و ((القتب)) للجمل كالإكاف لغيره.
يريد: بجميع أسبابها وأدواتها.
قوله:((ما على عثمان ما عمل بعد هذه)) مظ: أي ما عليه أن لا يعمل بعد هذه من النوافل دون الفرائض، لأن تلك الحسنة تكفية عن جميع النوافل، كما ذكر في حديث أنس بن أبي مرثد الغنوي في آخر الفصل في المعراج.
أقول: فرق بين هذا التركيب وبين ذاك، لأن المذكور هناك:((فلا عليك أن لا تعمل بعدها)) واسم ((لا)) إن مع ما بعدها، وقد ذكر أن المراد فيه أنه لا يضره أن لا يعمل من النوافل، أو لا عليه أن لا يعمل الجهاد في ذلك اليوم المذكور هنا ((ما)) على عثمان ما عمل بعد هذه)) و ((ما)) بمعنى ليس يقتضي اسماً وخبراً، فاسمه ((ما عمل بعد اليوم)) و ((ما)) موصولة ولا يجوز أن تحمل على أنها نافية، يدل عليه في الحديث الذي يتلوه:((ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم)) والمعنى: فلا على عثمان بأس الذي عمل بعد هذا اليوم من الذنوب فإنها مغفورة مكفرة، ونحوه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حاطب بن أبي بلتعة:((لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).