للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٠٩٣ - وعن ابن عمر، قال: آخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت أخي في الدنيا وفي الآخرة)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب [٦٠٩٣].

٦٠٩٤ - وعن أنس، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير، فقال: ((اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير)) فجاءه علي، فأكل معه. رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب [٦٠٩٤].

ــ

((تو)): كان من دأب العرب إذا كان بينهم مقاولة في نقض وإبرام وصلح ونبذ عهد أن لا يؤدي ذلك إلا سيد القوم، أو من يليه من ذوي قرابته القريبة، ولا يقبلون فمن (سواهم)، ولما كان العام الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه أن يحج بالناس رأي بعد خروجه أن يبعث علياً رضي الله عنه خلفه لينبذ إلى المشركين عهدهم، ويقرأ عليهم سورة براءة، وفيها: {إنما المشركون بحس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} إلى غير ذلك من الأحكام، فقال قوله هذا تكريماً له بذلك.

الحديث الرابع والخامس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((بأحب خلقك إليك)) ((تو)): نحن وإن كنا بحمد لله لا جهل فضل علي رضي الله عنه، وقدمه وسوابقه في الإسلام، واختصاصه برسول الله صلى الله عليه وسلم لقرابته القريبة، ومؤاخاته إياه في الدين ونتمسك من حبه بأقوى وأولى مما يدعيه الغالون فيه، فلسنا نرى أن يضرب عن تقرير أمثال هذه الأحاديث في نصابها لما يخشى فيها من تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين.

وهذا باب أمرنا بمحافظته وجيء أمرنا بالذب عنه، فحقيق علينا أن ننصر فيه الحق، ونقدم فيه الصدق، وهذا حديث يريش لبه المبتدع سهامه، ويوصل به [المتحل] جناحه ليتخذه ذريعة إليه العطن في خلافة أبي بكر رضي الله عنه التي هي أول حكم أجمع عليه المسلمون في هذه الأمة، وأقوم عماد أقيم به الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول، وبالله التوفيق: هذا الحديث ولا يقاوم ما أوجب تقديم أبي بكر، والقول بخيربته من الأخبار الصحاح منضماً إليها

<<  <  ج: ص:  >  >>