٦١٠٣ - وعن البراء بن عازب، وزيد بن أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بغدير خم أخذ بيد علي فقال:((ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟)). قالوا: بلى قال: ((ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟)). قالوا بلى، قال:((اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)). فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. رواه أحمد [٦١٠٣].
٦١٠٤ - وعن بريدة، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنها صغيرة)) ثم خطبها علي فزوجها منه)) رواه النسائي [٦١٠٤].
٦١٠٥ - وعن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب علي. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب [٦١٠٥].
٦١٠٦ - وعن علي، قال: كانت لي منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لأحد من الخلائق، آتية بأعلى سحر، فأقول: السلام عليك يا نبي الله! فإن تنحنح انصرفت إلى أهلي، وإلا دخلت عليه. رواه النسائي [٦١٠٦].
ــ
الحديث الرابع عن البراء رضي الله عنه: قوله: ((بغد يرخم)) ((مح)): هو بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم، اسم لغيطة على ثلاثة أيال من الجحفة، عندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة.
[قوله:((ألستم تعلمون أني] أولى بالمؤمنين من أنفيهم)) يعي به قول الله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} أطلق فلم يعرف لأي شيء هو أولى بهم من أنفسهم، ثم قيد بقوله:{وأءواجه أمهاتهم} ليؤذن بأنه بمزلة الأب وأواجه بمنزلة الأمهات، وتؤيده قراءة ابن مسعود:((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم))، وقال مجاهد: كل نبي هو أبو أمته، ولذا صار المؤمنون إخوة، فإذن (وقع) النسبية في قوله: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) في كونه كالأب، فيجب على الأمة احترامه وتوقيره وبره، وعليه أن يشفق عليهم ويرأف بهم رأفة الوالد على الأولاد، ولذلك هنأة عمر بقوله:((هنيئاً يا ابن أبي طالب! أصبحت وأسيت مولى ك مؤمن ومؤمنة)).