للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثالث

٨٠٦ - عن سعيد بن الحارث بن المعلي، قال: صلي لنا أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع من الركعتين. قال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.

٨٠٧ - وعن عكرمة، قال: صليت خلف شيخ بمكة، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة. فقلت لابن عباس: إنه أحمق. فقال: ثكلتك أمك، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم رواه البخاري.

٨٠٨ - وعن علي بن الحسين مرسلا، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في الصلاة كلما خفض ورفع، فلم تزل تلك صلاته صلى الله عليه وسلم حتى لقي الله تعالي. رواه مالك.

ــ

خرج الكلام الفصيح إلي التعاظل في التركيب وهو مذموم، وذكر ابن الأثير أن توارد الأفعال وتتابعها تعاظل في التركيب وهو مذموم. ونقلنا عنه في التبيان شواهد.

قوله: ((تمسكن)) ((نه)): هو من المسكين، مفعيل من السكون؛ لأنه يسكن إلي الناس، وزيادة الميم في الفعل شاذ ولم يروها سيبويه إلا في هذا، وفي تمدرع. قوله: ((فهو كذا وكذا)) كناية عن أن صلاته ناقصة غير تمام، يبين ذلك الرواية الأخرى.

وقوله: ((فهو خداج)) ((فا)): الخداج مصدر خدجت الحامل إذا ألقت ولدها قبل وقت النتاج، فاستعير، والمعنى ذات نقصان، فحذف المضاف. ((نه)): وصفها بالمصدر نفسه مبالغة، كقوله: فإنما هي إقبال وإدبار.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن عكرمة: قوله: ((ثنتين وعشرين)) هذا العدد إنما يكون في الصلاة الرباعية، كالظهر بإضافة تكبيرة الإحرام، وتكبيرة القيام من التشهد الأول.

قوله: ((ثكلتك أمك)) قد سبق أنها كلمة تعجب، وظاهرها دعاء عليه، وقد يذكر في موضع المدح، والذم، وههنا محمول علي الذم، وعلي هلاكه، رداً لقوله: إنه أحمق، أي: أتقول في حق من اقتفي سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم: إنه أحمق؟ [وقد طبق ذكر الكنية هنا مفصل البلاغة ومحرزها]. وعكرمة هذا مولي ابن عباس. و ((سنة)) خبر مبتدأ محذوف، أي الخصلة التي أنكرتها منه هي سنة أبي القاسم.

الحديث الثالث عن علي رضي الله عنه: قوله: ((فلم تزل تلك صلاته)) يحتمل أن يكون اسم ((لم يزل)) مستكنا عائداً إلي النبي صلى الله عليه وسلم والجملة الإسمية خبرها، وأن يكون ((تلك)) اسمها، و ((صلاته)) خبرها إذا رويت منصوبة، وبالعكس إذا كانت مرفوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>