ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وكان إذا قرأ قاعداً ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلي ركعتين. رواه مسلم. وزاد أبو داود: ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر.
١١٦٣ - وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم علي شيء من النوافل أشد تعاهداً منه علي ركعتي الفجر. متفق عليه.
١١٦٤ - وعنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)). رواه مسلم.
ــ
علي ((ينصرف)) أي لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فإذا انصرف يصلي ركعتين. ولا يستقيم أن يكون منصوباً عطفاً عليه؛ لما يلزم منه أن يصلي بعد الركعتين الصلاة. ونظيره في العطف قوله تعالي:{تقاتلونهم أو يسلمون} علي تقدير: أوهم يسلمون. قال ابن الحاجب: الرفع علي الاشتراك بين ((يسلمون وتقاتلونهم)) علي معنى التشريك بينهما في عامل واحد، أو علي الابتداء بجملة معربة إعراب نفسها غير مشترك بينها وبين ما قبلها في عامل واحد.
الحديث الرابع عن عبد الله بن شقيق: قوله: ((عن تطوعه)) بدل من ((عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)) كذا في صحيح مسلم. وهذه العبارة أولي مما في المصابيح وهو قوله:((من التطوع)). قوله:((ركع وسجد وهو قائم)) أي ينتقل إليهما من القيام، وكذا التقدير في الذي بعده، أي ينتقل إليهما من القعود.
الحديث الخامس عن عائشة: قوله: ((تعاهداً)) أي محافظة. و ((علي)) متعلقة بها. ويجوز تقدم معمول التمييز عليه. والتعهد: المحافظة علي الشيء، ورعاية حرمته. والظاهر أن خبر ((لم يكن علي شيء))، أي لم يكن يتعاهد علي شيء من النوافل ((وأشد تعاهداً)) حال أو مفعول مطلق علي تأويل أن يكون التعاهد متعاهداً، كقوله تعالي:{يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية} علي الوجهين.
الحديث السادس عن عائشة: قوله: ((خير من الدنيا)) إن حمل الدنيا علي أعراضها وزهرتها، فالخير إما مجرى علي زعم من يرى فيه خيراً، أو يكون من باب {أي الفريقين خير مقاماً}. وإن حمل علي الإنفاق في سبيل الله، فتكون هاتان الركعتان أكثر ثواباً منها.