١٢٦٦ - وعن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن!)) رواه الترمذي، وأبو داود، والنسائي. [١٢٦٦]
١٢٦٧ - وعن خارجة بن حذافة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم: الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلي أن يطلع الفجر)) رواه الترمذي، وأبو داود. [١٢٦٧]
ــ
ذهب أبو حنيفة إلي الثاني، والشافعي إلي الأول، أي ثابت في السنة والشرع، وفيه نوع تأكيد. ((حس)): أجمع أهل العلم علي أن الوتر ليس بفريضة، وهو سنة عند عامتهم. والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي قال له:((هل علي غيرهن؟ قال: لا إلا أن تطوع)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((خمس صلوات كتبهن الله علي العباد، من جاء بهن لم ينقص منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة)). وقال أبو حنيفة: هو واجب، واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم:((الوتر حق، فمن لم يوتر، فليس منا)). قوله:((من أحب أن يوتر بواحدة فليفعل)) ((مح)): فيه دليل علي أن أقل الوتر ركعة، وأن الركعة الفردة صلاة صحيحة. وهو مذهبنا، ومذهب الجمهور. وقال أبو حنيفة: لا يصح الإيتار بواحدة، ولا تكون الركعة الواحدة صلاة، والأحاديث الصحيحة ترد عليه.
الحديث الرابع عن علي: قوله: ((إن الله وتر)) ((نه)): إن الله تعالي واحد في ذاته، لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحد في صفاته، فلا شبه له ولا مثل، واحد في أفعاله، فلا شريك له ولا معين. و ((يحب الوتر)) أي يثيب عليه ويقبله من عامله. ((قض)): وكل ما يناسب الشيء أدنى مناسبة كان أحب إليه مما لم تكن له تلك المناسبة. قوله:((فأوتروا)) ((تو)): أي صلوا الوتر. و ((الفاء)) جزاء شرط محذوف، كأنه قال: إذا هديتم إلي أن الله تعالي يحب الوتر، فأوتروا؛ فإن من شأن أهل القرآن أن يكدحوا في ابتغاء مرضاة الله وإيثار محابه ومراعاة حدوده والمراد بأهل القرآن المؤمنون الذين صدقوا القرآن، وخاصة من يتولي القيام بحفظه، وتلاوته، ومراعاة حدوده وأحكامه.
أقول- والله أعلم -: لعل المناسبة لتخصيص النداء بأهل القرآن في مقام الفردإنية إنما كانت لأجل أن القرآن ما أنزل إلا لتقرير التوحيد، قال تعالي علي سبيل الحصر وتكريره:{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} أي مقصور علي استئثار الله بالتوحيد كأنه قيل: إن الله واحد يحب الوحدة، فوحدوه يا أهل التوحيد.
الحديث الخامس عن خارجة: قوله: ((أمدكم)) ((الكشاف)): هو مد الجيش وأمده إذا زاده،