١٣٢٥ - وعن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلي. رواه أبو داود. [١٣٢٥]
١٣٢٦ - وعن بريدة، قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بلالا، فقال:((بم سبقتني إلي الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي)). قال: يا رسول الله! ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده ورأيت أن لله علي ركعتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بهما)) رواه الترمذي. [١٣٢٦]
ــ
علي ((للمتقين)) أي أعدت للمتقين، والتائبين. وقوله:((أولئك)) إشارة إلي الفريقين. وقوله:((فاحشة)) أي فعلة متزايدة القبح ((أو ظلموا أنفسهم)) أي أذنبوا أي ذنب كان يؤاخذون به. وقيل: الفاحشة الزنى، وظل النفس ما دونه من القبلة واللمس ونحوهما. وقيل: الفاحشة الكبيرة، وظلم النفس الصغيرة. ((ذكروا الله)) تذكروا عقابه، أو وعيده، فخافوا واستغفروا، فتابوا توبة نصوحاً.
أقول:((وذكروا الله)) يجب أن يحمل علي الصلاة، كما في قوله تعالي:{فاسعوا إلي ذكر الله} ليطابق لفظ الحديث: وهو قوله: ((ثم يصلي ثم يستغفر الله)).
فإن قلت: ما الفرق بين ((الفاء)) التنزيلية، و ((ثم)) في الكلام النبوي، في قوله تعالي:((فاستغفروا)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ثم يستغفر الله)) فإنهما متضادان؟ قلت: في التنزيل مجرى بمعنى التعاقب علي مقتضى الظاهر، وفي الحديث لتراخي الرتبة وإن كانت الصلاة أعلي رتبة من الاستغفار؛ لأن المطلوب بالذات في هذا المقام هو الاستغفار وذكر الصلاة كالوسيلة إلي قبول التوبة، ومآل المعنيين إلي أمر واحد.
الحديث الثاني عن حذيفة: قوله: ((إذا حزبه أمر صلي)) ((نه)): أي إذا نزل به هم، أو أصابه غم صلي، نحوه قوله تعالي:((واستعينوا بالصبر والصلاة)) أي استعينوا علي البلايا والنوائب بالصبر عليها، والالتجاء إلي الصلاة عند وقوعها. عن ابن عباس: أنه نعي إليه أخوه قثم- وهو في سفر- فاسترجع وتنحى عن الطريق فصلي ركعتين، ثم قرأ ((واستعينوا بالصبر والصلاة)).
الحديث الثالث عن بريدة: قوله: ((خشخشتك أمامي)) ((نه)): الخشخشة حركة لها صوت