١٤٣٣ - وعن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً، رواه البخاري.
١٤٣٤ - وعن جابر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق. رواه البخاري.
١٤٣٥ - وعن البراء قال: خطينا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: ((إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن نصلي، فإنما هو شاة لحم عجله لأهله، ليس من النسك في شيء)) متفق عليه.
ــ
وقيل: وجرى الحرب في هذا اليوم عند هذا الحصن بين القبلتين، وبقيت إلي مائة وعشرين سنة، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فألف بينهم بيمن قدومه. وفيه نزل قوله تعالي:{لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم}. قوله:((متغش بثوبه)) ((نه)): أي متغط. والتغشي: التغطي. وقوله:((فانتهرهما)) الانتهار: الزجر، يقال: نهره وانتهره، أي زجره.
الحديث السابع عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((حتى يأكل تمرات)) ((شف)): لعله صلى الله عليه وسلم أسرع بالإفطار يوم الفطر ليخالف ما قبله، فإن الإفطار في سلخ رمضان حرام، وفي العيد واجب. ولم يفطر في الأضحى قبل الصلاة؛ لعدم المعنى المذكور.
الحديث الثامن عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((خالف الطريق)) أي يخرج في طريق، ويرجع في آخر، قيل: والسبب فيه يحتمل وجوهاً، منها: أن يشمل الطريقين بركته، وبركة من معه من المؤمنين، ومنها: أن يستغنى منه أهل الطريقين، ومنها: إشاعة ذكر الله، ومنها: التحرز عن كيد الكفار، ومنها: اعتياده أخذه ذات اليمين حث عرض له سبيلان ومنها: أخذ طريق أطول في الذهاب إلي العبادة، ليكثر خطاه، فزيد ثوابه، وأخذ طريق أقصر ليسرع إلي مثواه.
الحديث التاسع والعاشر عن البراء رضي الله عنه: قوله: ((شاة لحم)) الإضافة للبيان، كخاتم فضة؛ لأن الشاة شاتان، شاة يأكل لحمها الأهل، وشاة نسك يتصدق بها لله تعالي ومعنى قوله:((ليس من النسك في شيء)) أي ليس من شعائر الله تعالي.