للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٤٧ - وعن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني: أنه عذاب يبعثه الله علي من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر شهيد)). رواه البخاري.

١٥٤٨ - وعن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطاعون رجز أرسل علي طائفة من بني إسرائيل، أو علي من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض، وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه)) متفق عليه.

ــ

عند الله، كما قال تعالي: {بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين}. فإن قلت: ((خمسة)) خبر لـ ((الشهداء)) والمعدود بعده بيان له، فيكون حمله علي المبتدأ من باب التشبيه، كأنه قيل: المطعون كالشهيد إلي آخره، فكيف يصح هذا في الشهيد، فإنه حمل الشيء علي نفسه قلت: هو من باب قوله: أنا أبو النجم، وشعرى شعرى، كأنه قيل: الشهيد الكامل أو المعروف هو من قتل في سبيل الله: قوله: ((المبطون)) ((نه)): أي الذي يموت بمرض البطن كالاستسقاء ونحوه.

الحديث الرابع والعشرون عن عائشة: قوله: ((ليس من أحد)) الجملة بيان لقوله: ((جعله رحمة للمؤمنين)) و ((من)) زائدة، و ((يقع الطاعون)) صفة لـ ((أحد)) والراجع محذوف، أي يقع في بلده. و (فيمكث)) عطف علي (يقع)) وكذا ((يعلم)) وإلا لكان خبر ((ليس)) و (صابرًا ومحتسبًا)) حالان من فاعل ((يمكث)) أي يصبر وهو قادر علي الخروج متوكلاً علي الله تعالي ابتغاءً لمرضات الله طالبًا لثوابه لا لغرض آخر.

الحديث الخامس والعشرون عن أسامة: قوله: ((رجز)) ((تو)): الرجز العذاب. والأصل فيه الاضطراب، ومنه قيل: رجز البعير رجزًا، إذا تقارب خطوه واضطرب لضعف فيه. وقوله: ((علي طائفة من بني إسرائيل)) هم الذين أمرهم الله تعالي أن يدخلوا الباب سجدًا، فخالفوا، قال تعالي: {فأنزلنا علي الذين ظلموا رجزًا من السماء}. قيل: أرسل الله عليهم الطاعون، فمات منهم في ساعة أربعة وعشرون ألفًا. ((قض)): في الحديث النهي عن استقبال البلاء، فإنه تهور، وإقدام علي خطر، وإيقاع للنفس في معرض التهلكة، وعن الفرار منه، فإنه فرار من

<<  <  ج: ص:  >  >>