للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٦٢٢ - قول "الحاوي" عطفًا على المنفي [ص ٦٣٧]: (وقطع فلذة منه) تبع فيه "المحرر" فإنه صحح فيه تحريم قطع بعضه لا كله (١)، لكنه قال في "الشرح الصغير": إن مقابله أظهر، وفي "الكبير": يشبه أن يكون أظهر، وبه قال الشيخ أبو حامد وغيره (٢)، فلذلك أطلق تصحيحه في "أصل الروضة" (٣)، واستدركه "المنهاج" فقال [ص ٥٤٠]: (قلت: الأصح: جوازه).

قال شيخنا في "تصحيح المنهاج": والخلاف مقيد بما إذا لم يكن ذلك المقطوع يجوز قطعه في غير الاضطرار، فإن كان؛ كالسلعة واليد المتآكلة حيث جاز قطعها .. فيجوز قطع ذلك في حالة الاضطرار قطعًا، قال: ويجب تقييد الجواز بما يسد الرمق إلا إذا خاف تلفًا كما سبق، فيقطع بقدر الحاجة.

قلت: في "أصل الروضة" هنا جعل محل الخلاف فيما إذا كان الخوف في القطع دون الخوف في ترك أكل، فإن كان أشد أو استويا .. لم يجز (٤)، وصحح في قطع السلعة عند تساوي الخطرين (٥) الجوازَ، مع جزمه في المضطر في هذه الحالة بالمنع، وهذا ينافي ما قيد به شيخنا رحمه الله موضع الخلاف، وإن كان المذكور في "الروضة" وأصلها مشكلًا.

٥٦٢٣ - قول "المنهاج" [ص ٥٤٠]: (ومن معصوم) يفهم منه أن غير المعصوم يجوز للمضطر قطع عضو منه ليأكله، وهذا ممتنع كما صرح به الماوردي في المرتد وقاطع الطريق والزاني المحصن، وعلله بما فيه من تعذيبه، قال: فإن أكل لحمه حيًا .. كان مسيئًا إن قدر على قتله، ومعذورًا إن لم يقدر على قتله؛ لشدة الخوف على نفسه (٦).

٥٦٢٤ - قول "الحاوي" [ص ٦٣٣]: (حلّ الطعام الطاهر) أورد عليه أمور:

أحدها: أنه لا بد من تقييده بأن يكون من غير مضر؛ ولذلك قال "التنبيه" [ص ٨٤]: (وكل طاهر لا ضرر في أكله يحل أكله) وقال "الحاوي" بعد ذلك [ص ٦٣٦]: (لا الضار؛ كالحجر والنبات).

وقد أورد بعضهم على قول "التنبيه" بعده [ص ٨٤]: (وما ضر أكله؛ كالسم وغيره .. لا يحل أكله) أنه يستثنى منه ما ينفع يسيره للدواء، وكذا من فرض أن أكل السم لا يضره.

وأجيب عنه: بأنه إنما حرم المضر، فخرج من لا يضره، وما لا يضره، وضر به السم مثلًا


(١) المحرر (ص ٤٦٩).
(٢) فتح العزيز (١٢/ ١٦٤).
(٣) الروضة (٣/ ٢٨٤، ٢٨٥).
(٤) الروضة (٣/ ٢٨٥).
(٥) في النسخ: (التساوي الخطر)، ولعل المثبت هو الصواب، والله أعلم.
(٦) انظر "الحاوي الكبير" (١٥/ ١٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>