للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أمه صفيةُ مولاة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، روى عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعمران بن الحصين، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم -، وهو من أَجَلِّ العلماء من أهل البصرة، والمشهور بالورع في وقته، وكانت له اليد الطولى في تعبير الرؤيا، وكانت ولادته لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، توفي يوم الأحد، تاسع شوال، سنة عشر ومئة بالبصرة، بعدَ الحسن البصري بمئة يوم - رضي الله عنهما -، وكان بَزَّازًا.

وولد له ثلاثون ولدًا من امرأة واحدة، ولم يبق منهم غيرُ عبد الله، فلما مات، كان عليه ثلاثون ألف درهم دينًا فقضاها ولده عبد الله، فما مات عبد الله حتى قُوِّم مالُه بثلاث مئة الف.

* * *

٣٤٣ - أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد، الشيبانيُّ بالولاء، الفقيهُ الحنفيُّ: أصله من قرية على باب دمشق في وسط الغوطة اسمها: حرستا، وقدم أبوه من الشام إلى العراق، وأقام بواسط، فولد له بها محمد المذكور، ونشأ بالكوفة، وطلب الحديث، ولقي جماعة من أعلام الأئمة، وحضر مجلس أبي حنيفة سنتين، ثم تفقه على صاحبه أبي يوسف، وصنف الكتب الكثيرة، ونشر علم أبي حنيفة، وكان من أفصح الناس.

ولما دخل الإمام الشافعي بغداد، كان بها، وجرى بينهما مجالس ومسائل بحضرة هارون الرشيد، وقال الشافعي: ما رأيت سمينًا ذكيًا إلا