للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام، وهو الطيب، وأما بناته، فكلهن أدركْنَ الإسلام، فأسلَمْن، وهاجرن معه، وكان الرسولُ بين خديجة والنبي - صلى الله عليه وسلم - نفيسةَ بنت مُنْيَة - أخت يعلى بن مُنْية - أسلمت يوم الفتح، فبرّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكرمها.

ومنية - بالنون الساكنة، والياء المثنّاة من تحتها -، وهي أمُّها، والله أعلم.

* * *

* وفي سنة خمس وثلاثين من مولده - صلى الله عليه وسلم -: هدمَتْ قريشٌ الكعبة، وكان سببُ هدمهم إياها: أنها كانت رضمة فوقَ القامة، فأرادوا رفعَها وسَقْفَها، فلما أرادوا هدمَها، قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم، فتناول حجرًا من الكعبة، فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه، فقال: يا معشر قريش! لا تُدخلوا في بنائها إلا طيّبًا، ثم إن الناس هابوا هدمَها، فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم به، فأخذ المعول فهدَم، وتربَّص الناسُ تلك الليلة، وقالوا: ننظر، فإن أُصيب، لم نهدم منها شيئًا، فأصبح الوليد سالما، وغدا إلى عمله، فهدم الناسُ معه حتى انتهى الهدم إلى الأساس، ثم أَفْضَتْ إلى حجارة خُضْرٍ أَخذٍ بعضُها ببعض، فأدخل رجل من قريش عتلتين بين حجرتين منها؛ ليقلع أحدهما، فلما تحرك الحجر، انتفضت مكةُ بأسرها، فتركه، ثم جمعوا الحجارة لبنائها، وبنوا حتى بلغ البنيانُ موضعَ الحَجَر الأسود، فأراد كلُّ قبيلة رفْعَه إلى موضعه، حتى تخالفوا وتواعدوا القتال، فقرَّبَتْ بنو عبد الدار جَفْنَةً