للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والقزويني إلى قزوين، أشهرِ مدن عراق المعجم، خرج منها جماعة من العلماء.

* * *

٣٦٣ - أبو الحسن محمد بن أحمد [بن أيوب] بن الصَّلت بن شنبوذ، المقرئُ البغداديُّ: كان من مشاهير القُراء، تفرد بقراءة من الشواذ، وكان يقرأ بها في المحراب، فأنكر عليه، وبلغ ذلك الوزير أبا علي محمد بن مُقلة، فاستحضره أول شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، واعتقل، ثم استحضره بحضرة القاضي أبي الحسين عمر بن محمد، وأبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ، وجماعة من أهل القرآن، فأغلظ في الخطاب للوزير، والقاضي، وأبي بكر بن مجاهد، ونسبهم إلى قلة المعرفة، واستصبى القاضي، فأمر الوزيرُ بضربه، فضُرب، فدعا وهو يُضرب على الوزير ابن مقلة بأن الله يقطع يده، ويشتِّت شملَه، فكان الأمر كذلك - كما سيأتي في خبر ابن مقلة -، ثم استتابوه، فتاب، وقال: إنه رجع عما كان يقرؤه، وإنه لا يقرأ إلا بمصحف عثمان - رضي الله عنه -، وبالقراءة المتعارفة، فكتب عليه الوزير محضرًا بما قاله، وأمره أن يكتب خطه في آخره، فكتب ما يدل على توبته، وذلك لسبع خلون من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، يوم الأحد، وتوفي يوم الاثنين، لثلاث خلون من صفر، سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة ببغداد.

* * *