للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٣٦٧ - أبو عبد الله محمد بن القاسم بن خلاد، الهاشميُّ بالولاء، الضرير، مولى أبي جعفر المنصور، المعروف بابي العيناء، صاحب النوادر والشعر والأدب: أصله من اليمامة، ومولده بالأهواز، ومنشؤه بالبصرة، وبها طلب الحديث، وكتب الأدب.

وكان من أحفظ الناس، وأفصحهم لسانًا، وكان من ظرفاء العالم، وله أخبار حسان، وأشعار مِلاح.

ووقف عليه رجل من العامة، فلما أحسَّ به، قال: من هذا؟ قال: رجل من بني آدم، فقال أبو العيناء: مرحبًا بك، أطال الله بقاءك، ما كنت أظن هذا النسل إلا قد انقطع.

وصار يومًا إلى دار صاعد بن مخلد، فاستأذن عليه، وكان قَبْلَ الوزارة نصرانيًا، فقيل: هو مشغول بالصلاة، فقال أبو العيناء: لكلِّ جديد لذة.

ومرَّ بباب عبد الله بن منصور، وهو مريض، وقد انصلح، فقال لغلامه: كيف خُبْرُه، قال: كما تحب، فقال: ما لي لا أسمع الصراخَ عليه؟

وذكر له أن المتوكل قال: لولا أنه ضرير، لنادمناه، فقال: إن أعفاني من رؤية الأهلَّة، وقراءة نقوش الفصوص، أصلُحْ للمنادمة.

ودخل على المتوكل في قصره المعروف بالجعفريّ، سنة ست وأربعين ومئتين، فقال له: ما تقول في دارنا هذه؟ فقال: إن الناس بنوا