للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

توفي في صفر، سنة تسعين وخمس مئة.

وكان سبب موته: أنه حج من دمشق، وعاد على طريق العراق، ولما وصل إلى الحلة، وقع جمله هناك، فأصاب وجهه بعض خشب الجمل، فمات لوقته.

وكان شيخًا دميم الخلقة، مسنون الوجه، مسترسلَ اللحية خفيفَها، أبيضَ تعلوه صفرة.

* * *

٣٩١ - أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن الحسين بن عُنَيْن الأنصاريُّ، الملقب: شرف الدين، الكوفيُّ الأصل، الدمشقيُّ المولد، الشاعرُ المشهور: خاتمة الشعراء، لم يأت بعده مثلُه، ولا كان في أواخر عصره مَنْ يقاس به.

وكان السلطان صلاح الدين قد نفاه من دمشق بسبب وقوعه في الناس بالهجاء؛ فإنه عمل قصيدة طويلة جمع فيها خلقًا من رؤساء دمشق، سماها: "مقراض الإعراض"، فلما نُفي طاف البلاد من الشام والعراق، والجزيرة وأذربيجان، وخراسان وخوارزم، وما وراء النهر، ثم دخل الهند واليمن، ثم رجع [إلى] الحجاز والديار المصرية، وعاد إلى دمشق.

ولمَّا مات السلطان صلاح الدين، وملك الملك العادل دمشق كان غائبًا في السفرة التي نفي فيها، فسار متوجهًا إلى دمشق، وكتب إلى الملك العادل قصيدة يستأذنه في الدخول إليها، ويصف دمشق، ويذكر