للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما قاساه في الغربة، وقد أحسن فيها كلّ الإحسان، واستعطفه أبلغ الاستعطاف، فأذن له العادل في الدخول إلى دمشق، فلما دخلها أنشد:

هَجَوْتُ أكَابِرَ مِنْ جِلَّقٍ ... وَرُعْتُ الوَضِيعَ بِسَبِّ الرَّفِيعِ

وَأُخْرِجْتُ مِنْهَا وَلَكِنَّنِي ... رَجَعْتُ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ الجَمِيعِ

وكان وافر الحرمة عند الملوك، وتولى الوزارة بدمشق في آخر دولة المعظم عيسى، ومدة ولاية الملك الناصر بن المعظم، وانفصل منها لما ملكها الملك الأشرف، وأقام في بيته، ولم يباشر بعدها خدمة.

ولد بدمشق يوم الاثنين، تاسع شعبان، سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وتوفي عشية نهار الاثنين، العشرين من ربيع الأول، سنة ثلاثين وست مئة بدمشق، ودفن من الغد بمسجده الذي أنشأه بأرض المزة، وهي قرية على باب دمشق، وقيل: بل دفن بمقابر باب الصغير، بالقرب من قبر بلال مؤذنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

* * *

٣٩٢ - أبو القاسم محمد المعتمد بن المعتضد بالله أبي عمر (١) عباد بن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي إشبيلية، من ولد


(١) في "وفيات الأعيان" (٥/ ٣١): "أبي عمرو".