للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٣٩٤ - أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان المعروف بابن الزيات: وزير المعتصم، وكان جده من قرية يقال لها: الدسكرة، يجلب الزيت إلى بغداد من مواضعه، وكان محمد المذكور من أهل الأدب الظاهر، والفضل الباهر، أديبا فاضلًا بليغا، عالمًا بالنحو واللغة، وكان في أول أمره من جملة الكتاب، وكان أحمد بن أبي خالد الأحول وزير المعتصم، فورد على المعتصم كتاب من بعض الأعمال، فقرأه الوزير عليه، وكان في الكتاب ذكر الكلأ، فقال له المعتصم: ما الكلأ؟ فقال: لا أعلم، وكان قليل المعرفة بالأدب، وكان المعتصم ضعيف الكتابة، فقال المعتصم: خليفةٌ أُمِّي، ووزير عامِّيٌّ ثم قال: انظروا مَنْ بالباب من الكتاب، فوجدوا محمد بن عبد الملك، فأدخلوه إليه، فقالوا له: ما الكلأ؟ فقال: العشب على الإطلاق، وإن كان رطبًا، فهو الخلا، وإذا يبس، فهو الحشيش، وشرع في تقسيم أنواع النبات، فعلم المعتصم فضله، فاستوزره، وحَكَّمَهُ، وبسط يده.

وله أشعار رائقة، فمن ذلك: قوله:

سَمَاعًا يَا عِبَادَ اللهِ مِنِّي ... وَكُفُوا عَنْ مُلَاحَظَةِ المِلَاحِ

فَإِنَّ الحُبَّ آخِرُهُ المَنَايَا ... وَأَوَّلُهُ شَبِيهٌ بِالمُزَاحِ