للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعض أسفاره ببلاد خُوارزم، وكان يمشي في خُفّ خشب، وكان بيده محضر فيه شهادة خلق كثير ممن اطلعوا على حقيقة ذلك، خوفًا من أن يظن به من لم يعلم صورة الحال أنها قطعت لريبة، والثلج والبرد كثيراً ما يوقر في الأطراف في تلك البلاد، فيسقطها، خصوصا بخوارزم.

وكان الزمخشري معتزليَّ الاعتقاد، يُظاهر به، حتى نُقل عنه: أنه كان إذا قصد صاحبا له، واستأذن عليه في الدخول، يقول لمن يأخذ له الإذن: قل له: أبو القاسم المعتزلي بالباب.

وأول ما صنف "الكشاف" كتب استفتاح الخطبة: الحمد لله الذي خلق القرآن.

فقيل له: متى تركته على هذه الهيئة، هجره الناس، ولا يرغب فيه أحد، فغيَّره بقوله: الحمد لله الذي جعل القرآن. والجعلُ عندهم بمعنى: الخلق.

والبحث في ذلك يطول، وفي كثير من النسخ: الحمد لله الذي أنزل القرآن، وهذا إصلاح الناس، لا إصلاح المصنف.

ومما أنشده لغيره في كتابه "الكشاف" عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: ٢٦].

فإنه قال: أنشدت لبعضهم:

يَا مَنْ يَرَى مَدَّ البَعُوضِ جَنَاحَهَا ... فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ البَهِيمِ الأَلْيَلِ