للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مساجد وجوامع، وكسر الصنم المعروف عند الهنود أنه يُحيي ويُميت ما يشاء، ويحكم ما يريد، ويأتونه من كل فجٍّ عميق.

وكان مشغول اللسان بالذكر والقرآن، خضعت له الملوك، ومهدت له البلاد، وحَسُن ذكرُه، وكان على مذهب أبي حنيفة - رضي الله عنه -، وكان مولَعًا بعلم الحديث، ثم أعرض عن المذهب المشار إليه، وتمسَّك بمذهب الشافعي.

ومناقبه كثيرة، وسيرته من أحسن السير.

وُلِدَ ليلة عاشوراء، سنة إحدى وستين وثلاث مئة، وتوفي في شهر ربيع الأول (١)، سنة إحدى، وقيل: اثنتين وعشرين وأربع مئة بغزنة.

وقام بالأمر من بعده ولدُه محمد بوصيةٍ من أبيه، وكان سيء التدبير، فاجتمع الجند على عزله، وتفويض المُلْكِ إلى أخيه أبي سعيد مسعود، ففعلوا ذلك، وقبضوا عليه، وحملوه إلى قلعة سُبُكْتِكِين - بضم السين المهملة، والباء الموحدة، وسكون الكاف، وكسر التاء المثناة من فوقها والكاف الثانية -، وتفسير ذلك: ورقتان خضراوتان، وهو معنى قوله تعالى في سورة الرحمن: {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن: ٦٤].

* * *

٤١٠ - أبو السمط مروان، وقيل: أبو الهيذام (٢) بن أبي حفصة


(١) في "وفيات الأعيان" (٥/ ١٨٠): "الآخر".
(٢) في الأصل: "أبو المقدام"، وفي "وفيات الأعيان" (٥/ ١٨٩): "أبو الهندام".