للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المغرب، وكان الحاكمُ صاحمبُ مصر لقَّبه: شرف الدين، وأرسل إليه تشريفاً.

وكان ملكا جليلاً، عالي الهمة، محبا لأهل العلم، كثير العطاء، وكان مذهب أبي حنيفة - رضي الله عنه - بإفريقية أظهرَ المذاهب، فحمل المعز المذكور جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه -، وحسم مادة الخلاف في المذاهب، واستمر الحال في ذلك إلى الآن.

وكان قطعَ خطبة المستنصر بالله العُبيدي، وخلع طاعته، وخطب للإمام القائم بأمر الله خليفةِ بغداد، واستمر على قطع الخُطبة، ولم يخطب بعد ذلك لإفريقية لأحد من المصريين إلى اليوم.

وأخباره كثيرة.

ولد بالمنصورية من أعمال إفريقية يوم الخميس، لخمسٍ بقين من جمادى الأولى، سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة، وبويع بالمحمدية من أعمال إفريقية بعد أبيه باديس يوم السبت، لثلاثٍ مضين (١) من ذي الحجة، سنة لست وأربع مئة، وتوفي رابع شعبان، سنة أربع وخمسين وأربع مئة بالقيروان بمرض ضعف الكبد.

وهذا المعز لا يعرف له اسم [سوى المعز].

* * *


(١) في الأصل: "بقين"، والمثبت من "وفيات الأعيان" (٥/ ٣٣٤).