بينهم قوم من الخوارج، فقتلوه وهو يحتجم، ثم تبعهم ابن أخيه يزيد بن مزيد بن زائدة، فقتلهم بأسرِهم، وكان قَتْلهُ بمدينة بُسْت، رثاه الشعراء بأحسنِ المراثي - رحمه الله تعالى، وعفا عنه -.
* * *
٤١٧ - أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير، الأزديُّ بالولاء، الخراسانيُّ المروزيُّ: أصله من بَلْخ، وانتقل إلى البصرة، ودخل بغداد، وحدَّث بها، وكان مشهورًا بتفسير كتاب الله تعالى، وكان من العلماء الأجلاء.
وحُكي عن الشافعي - رضي الله عنه -: أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: مُقاتل بن سليمان في التفسير، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام.
وروي: أن أبا جعفر المنصور كان جالسًا، فسقط عليه الذباب، فطيَّره، فعاد إليه، وألحَّ عليه، وجعل يقع على وجهه، وأكثرَ من السقوط عليه حتى أضجره، فقال المنصور: انظروا من بالباب، فقيل له: مقاتل ابن سليمان، فقال: عليَّ به، فلما دخل عليه، قال له: هل تعلم لماذا خلق الله تعالى الذباب؛ قال: نعم، ليذل الله تعالى به الجبابرة، فسكت المنصور.
وقد اختلف العلماء في أمره، فمنهم من وافقه في الرواية، ومنهم من نسبه إلى الكذب.