للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيه فضل ومحبة لأهل الأدب ونظم الشعر.

وبينما هو في مجلس أُنْسِهِ وهو بالأنبار، إذ وثب عليه غلام تركي، فقتله في صفر، سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة، وحُكي أن هذا الترير سمعه وهو يقول لرجل ودَّعه وهو يريد الحج: إذا جئت ضريحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قفْ عنده، وقل له عني: لولا صاحبُك، لزرتُك.

* * *

٤١٩ - أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب: أحد الأئمة الاثني عشر، كان يدعى بالعبد الصالح.

روي: أنه دخل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسجد سجدة في أول الليل، وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي، وحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، وجعل يرددها حتى أصبح.

وكان سخيًا كريماً، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه، فيبعث إليه الصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاث مئة دينار، وأكثر وأقل، ثم يقسمها بالمدينة.

وكان يسكن بالمدينة، فأورده المهدي بغداد، وحبسه، فرأى في النوم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو يقول: يا محمد! {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: ٢٢].

فأحضر موسى بن جعفر، وعانقه، وأجلسه إلى جانبه، وذكر له