للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما رأى، وقال له: أفتؤمني أن تخرج عليَّ أو على أَحَدٍ مِنْ أولادي؟ فقال: والله! لا فعلتُ ذلك، ولا هو من شأني، قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار، ورده إلى المدينة إلى أهله، وأقام بها إلى أيام هارون الرشيد، فقدم هارون المدينة منصرفاً من عمرة رمضان سنة تسع وسبعين ومئة، فحمل موسى معه إلى بغداد، وحبسه إلى أن توفي في محبسه.

ونقل عنه: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه، فقال له: يا موسى! حُبِسْتَ مظلومًا، فَقُل هذه الكلمات؛ فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس، فقال: بأبي وأمي ما أقول: فقال: قل يا سامعَ كلِّ صوت، ويا سابقَ كلِّ فَوْت، ويا كاسيَ العظام لحماً، يا منشرَها بعدَ الموت، أسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم الأكبر، المخزون المكنون الذي لا ينقطع أبداً، ولا يُحصى عدداً، فَرِّجْ عني.

وله أخبار ونوادر كثيرة.

ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل: سنة ثمان وعشرين بالمدينة، وتوفي لخمسٍ بقين من رجب، سنة ثلاث وثمانين ومئة، وقيل: إنه توفي مسمومًا، ودُفن في مقابر الشونيزية بخارج القبة، وقبره هناك مشهور يزار، وعليه مشهد عظيم، فيه قناديل الذهب والفضة، وأنواعُ الآلات والفرش، وهو في الجانب الغربي.

* * *

٤٢٠ - أبو الفتح موسى بن أبي الفضل يونس بن محمد [بن