للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

منعة] (١) بن مالك بن محمد، الملقب: كمال الدين، الفقيهُ الشافعيُّ: تفقه بالموصل، ثم توجه إلى بغداد سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، فتميز وتمهر، ثم صعد إلى الموصل، ودرَّس واشتهرَ وفاق القدماء، وتبحر في جمع الفنون، وجمع من العلوم ما لا يجمعه أحد، وتفرد بعلم الرياضة، وكان جماعة من الطائفة الحنفية يشتغلون عليه بمذهبهم، ويحل لهم مسائل "الجامع الكبير" أحسن حل، مع ما هي عليه من الإشكال المشهور.

وكان أهل الذمَّة يقرؤون عليه التوراة والإنجيل، ويشرح لهما هذين الكتابين شرحًا يعتوفون أنهم لا يجدون من يوضحها لهم مثله.

وكان فى كل فن كأنه لا يعرف سواه؛ لقوته فيه، وكان في الفقه والعلوم الإسلامية شيخ وقته.

كَمَالُ كَمَالِ الدِّينِ لِلعِلْمِ وَالعُلَا ... فَهَيْهَاتَ سَاع فِي مَسَاعِيكَ يَطْمَعُ

إِذَا اجْتَمَعَ النُّظَّارُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ... فَغَايَةُ كُلٍّ أَنْ تَقُولَ (٢) وَيَسْمَعُوا

فَلاَ تَحْسَبُوهُمْ مِنْ عِنَادٍ تَطَيْلَسُوا ... وَلَكِنْ حَيَارَى بِاعْتِرَافٍ تَقَنَّعُوا


(١) ما بين معكوفتين من "وفيات الأعيان" (٥/ ٣١١).
(٢) في الأصل: "يقولوا".