للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وللعماد فيه - أيضًا -:

تَجُرُّ المَوْصِلُ الأَذْيَالَ فَخْرًا ... عَلَى كُلِّ المَنَازِلِ وَالرُّسُومِ

فَذَا بَحْرٌ تَدَفَّقَ وَهْوَ عَذْبٌ ... وَذَا بَحْرٌ وَلَكِنْ مِنْ عُلُومِ

ولد يوم الخميس، خامس صفر، سنة إحدى وخمسين وخمس مئة، وتوفي رابع عشر شعبان، سنة تسع وثلاثين وست مئة، ودفن بالموصل.

* * *

٤٢١ - أبو الفتح موسى بن نُصير، اللخميُّ بالولاء، صاحبُ فتح الأندلس: وكان من التابعين، وروى عن تميمٍ الداريّ، وكان عاقلًا كريمًا شجاعًا، تقيًا لله تعالى، تولَّى إفريقية والمغرب عن معاوية، ثم عن الوليد ابن عبد الملك سنة سبع وسبعين، فأرسله إليها ومعه جماعة من الجند، ففتح بلادًا كثيرة، ولم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نُصير، ووجد أكثر مدن إفريقية خالية؛ لاختلاف أيدي البربر عليها، وكانت البلاد في قحط شديد، فأمر الناس بالصوم والصلاة، وإصلاح ذات البين، وخرج بهم إلى الصحراء، ومعه سائر الحيوانات، وفرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والصراخ والضجيج من كل جانب، فأقام على ذلك إلى منتصف النهار، ثم صلى، وخطب، ولم يذكر الوليدَ بنَ عبد الملك،