للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثالث ذي القعدة، سنة ثمان وأربعين وسبع مئة - رحمه الله -.

* * *

٤٣٧ - أبو عبد الله محمد الشيخ الصالح الزاهد بن أحمد بن عثمان ابن عمر التركستانيُّ الأصل، المعروف بالقرمي: كان أحد أفراد زمانه عبادةً وزهدًا وورعًا، متصديًا لزيارة الأولياء القادمين من البلاد على القدس، وتأتي الملوك إلى أبوابه، ولم يكن في زمانه أشهر بالصلاح منه.

وله خَلَوات ومجاهدات، وكان يقرأ القرآن كثيرًا، يقرأ في اليوم والليلة ثلاث ختمات، ولما احتضر، حضر عنده الشيخ عبد الله البسطامي، فقال له: إن الناس قد أكثروا فيك القول، فما تقرأ من الختم في اليوم؟ فأخبرني قال: أنا لا أضبط ذلك، ولكن ثَمَّ من ضبط أني قرأت من الصبح إلى العصر خمس ختمات.

وكان نشأ بدمشق، ثم أقام ببيت المقدس، وبنى له زاوية، وكان يقيم في الخلوة أربعين يومًا لا يخرج إلا للجمعة، وسمع "الصحيح" من الحجار بالجامع الأموي تحت [قبة] النسر، سنة ثمان وعشرين وسبع مئة، ومن غيره - أيضًا -، وكان يُسأل في الحديث، فيمتنع، ثم حدَّث في آخر عمره، سمع منه الشيخ شهاب الدين بن أرسلان، وغيرُه.

ومولده في سابع عشر ذي الحجة، سنة عشرين وسبع مئة، وتوفي بالقدس في نهار الأحد، التاسع من صفر، سنة ثمان وثمانين وسبع مئة، وحمل جنازته العلماء والمشايخ والصلحاء، ولم يتأخر بمدينة القدس