للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالرملة، ونشأ بها، واشتغل بالعلم، وكلُّ أهل بيته شافعية، لم يكن فيهم مَنْ هو على مذهب الإمام أحمد - رضي الله عنه - سواه.

وكان يتحمل الشهادة، ثم اجتهد في تحصيل العلم، وسافر إلى الشام ومصر وبيت المقدس، وأخذ عن علماء المذهب، وبرع في الفقه، وأخذ الحديث عن جماعة من الأعيان، وقرأ "البخاري"، و"الشفا" مراراً، وكتب بخطه الكثير من نسخ "البخاري" كتابة جيدة مضبوطة قائمة الإعراب.

وكان إماماً في النحو والفرائض، وقراءة القرآن برواية عاصم، وأتقنها، وأُجيز بها من مشايخ القراءة، وباشر القضاء بالرملة على قاعدة مذهبه نيابة عن القضاة الشافعية، ثم وليها استقلالاً في سنة ثمان وثلاثين وثمان مئة، لم يُعلَم أن حنبلياً قبلَه وَلِيها في هذه الأزمنة.

ثم ولي قضاء القدس الشريف في أواخر دولة الملك الأشرف برسبان، في شهر رمضان، سنة إحدى وأربعين وثمان مئة، ثم بعد وفاة الأشرف عُزل عن قضاء القدس الشريف، وأعيد إلى قضاء الرملة.

ثم في دولة الملك الظاهر جقمق أُعيد إلى قضاء القدس الشريف في سنة ثلاث وخمسين وثمان مئة، وأقام عشرين سنة متوالية قاضيها، وأضيف إليه قضاء الرملة، ثم أضيف إليه قضاء بلد سيدنا الخليل - عليه السلام -.

وهو أول من وليه من الحنابلة، وباشر نيابة الحكم بدمشق، وولي قضاء صفد في دولة الملك الأشرف أينال في سنة ثلاث وستين وثمان