للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أمانتك وهو كذاب؟ ! فأمر به إلى الحبس في الوقت.

وكان يزيد بن عمرو بن هبيرة الفزاري أمير العراقين أراد أن أبا حنيفة يلي القضاء بالكوفة أيام مروان بن محمد آخرِ ملوك بني أمية، فأبى عليه، فضربه مئة سوط وعشرة أسواط، كل يوم عشرة أسواط، وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك، خلَّى سبيله.

وكان أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - إذا ذكر ذلك، بكى، وترحَّم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضُرب أحمد على القول بخلق القرآن.

وكان أبو حنيفة حسن الوجه والخلق، شديد الكرم، حسن المواساة لإخوانه، وكان ربعة من الرجال، وقيل: كان طويلاً تعلوه حمرة، أحسن الناس منطقاً، وأحلاهم نعمة.

ورأى في المنام كأنه نبش قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعثَ من سأل محمدَ بن سيرين، فقال صاحب هذه الرؤيا يثور علماً لم يسبقه إليه أحد قبله.

قال الشافعي - رضي الله عنه -: قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيتُ رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً، لقام بحجته.

وقال الشافعي: الناس عيال على هؤلاء الخمسة: من أراد أن يتبحر في الفقه، فهو من عيال أبي حنيفة؛ فإن أبا حنيفة ممن وثق له الفقه، ومن أراد أن يتبحر في الشعر، فهو عيال على زهير بن أبي سلمى، ومن أراد أن يتبحر في المغازي، فهو عيال على محمد بن إسحاق، ومن أراد أن يتبحر في النحو، فهو عيال على الكسائي، ومن أراد أن يتبحر في