للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والبيت الذي استشهدت به هو لعبد الله بن عمرو بن عثمان الأُموي العرجي، الشاعر المشهور، من جملة قوله:

أَضَاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضَاعُوا ... لِيَوْم كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرِ

وَصَبْرِي عِنْدَ مُعْتَرَكِ المَنَايَا ... وَقَدْ شَرَعَتْ أَسِنَّتهَا بِنَحْرِي

أُحَرِّرُ فِي الجَوَامِعِ كُلَّ يَوْمٍ ... فَبِاللهِ مُطَّلَبِي وَقَبْرِي

كَأَنيِّ لَمْ أَكُنْ فِيهِمْ وَسِيطاً ... وَلَمْ تَكُنْ نِسْبَتِي مِنْ آلِ عَمْرِو

فَأُجْزَى بِالكِتَابَةِ أَهْلَ وُدِّي ... وَأُجْزَى بِالضَّغَائِنِ أَهْلَ وَبْرِ

ويحكى: أن السبب لقوله هذه الأبيات: أن محمد بن هشام المخزومي خالَ هشام بن عبد الملك لما كان والي مكة، حبس العرجي لسبب، وأقام في حَبْسه سبع سنين، ثم مات فيه بعد أن ضربه بالسياط، وشهَّره في الأسواق، فعمل هذه الأبيات في السجن.

وأخبار النضر كثيرة.

وتوفي في سلخ ذي الحجة، سنة أربع ومئتين بمدينة مرو من بلاد خراسان، ومولده بها، ونشأ بالبصرة، فلذلك نُسب إليها.

* * *

٤٩٣ - النعمان بن محمد بن منصور المكنى بأبي حنيفة: أحد الأئمة الفضلاء المشار إليهم، وكان مالكي المذهب، ثم انتقل إلى مذهب الإمامية، وصنف كتابه "ابتداء الدعوة للعُبيديين"، وله مصنفات كثيرة،