للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غلامًا، فسموه: الأصفر، فجاء مولى العبد، فقال: هذا عبدي، فقال الغلام: صدق، أنا عبده، فأرضوه، فأعطوه حتى رضي، فبسبب ذلك قيل للروم: بنو الأصفر؛ لصفرة لون الولد؛ لكونه مولَّدًا بين الحبش والمرأة البيضاء، والله أعلم.

* * *

٥٠٧ - أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله، الروميُّ الجنس، الحَمَوِيُّ المولد، البغداديُّ الدار، الملقب: شهاب الدين: أُسر من بلاده صغيراً، وابتاعه ببغداد رجل يعرف بعسكر بن أبي نصر بن إبراهيم الحموي، وجعله في الكُتَّاب؛ لينتفع به في ضبط تجارته، وكان مولاه عسكر لا يحسن الخط، ولا يعرف شيئًا سوى التجارة، ولما كبر ياقوت، قرأ شيئاً من النحو واللغة، وشغله مولاه بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه، وأبعده عنه.

فاشتغل بالنسخ بالأجرة، وحصلت له بالمطالعة فوائد، ثم عطف عليه، ثم توفي مولاه، فكان يتَّجر، وجعل بعض تجارته كتبًا، وكان متعصباً على علي - رضي الله عنه -، وكان قد طالع شيئاً من كتب الخوارج، فتشكل في ذهنه منه طَرَف قوي.

وتوجه إلى دمشق، وقعد في بعض أسواقها، وناظر بعض من يتعصب لعلي - رضي الله عنه -، وجرى بينهما كلام رديء، فثار الناس عليه، وكادوا يقتلونه، فسَلِم منهم، وخرج من دمشق منهزمًا، ووصل إلى حلب