للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خائفًا يترقب، ووصل إلى الموصل، ثم انتقل إلى إربل، ثم وصل خراسان، واستوطن بمدينة مرو، ومضى إلى خُوارزم، فصادفه خروج التتر في سنة لست عشرة ولست مئة، وانهزم بنفسه، كبعثه يوم الحشر من رمسه، وقاسى في طريقه من الضائقة والتعب ما كان يكلُّ عن شرحه إذا ذكره، ووصل إلى الموصل، وقد انقطعت به الأسباب، ثم انتقل إلى سنجار، وارتحل منها إلى حلب، وأقام بظاهرها في الخان إلى أن مات.

وله مصنفات كثيرة مفيدة، ومراسلات بليغة، وأشعار حسنة، فمن شعره في غلام تركي قد رَمَدت عينه، وعليها وقاية سوداء قوله:

وَمُوَلَّدٍ لِلتُّرْكِ تَحْسَبُ وَجْهَهُ ... بَدْراً يُضِيءُ سَنَاهُ بِالإِشْرَاقِ

أَرْخَى عَلَى عَيْنَيْهِ فَضْلَ وِقَايَةٍ ... لِيَرُدَّ فِتْنتَهَا عَنِ العُشَّاقِ

تَاللهِ لَوْ أَنَّ السَّوَابِغَ دُونها ... نَفَذَتْ فَهَلْ لِوِقَايَةٍ مِنْ رَاقِ

ولد ياقوت المذكور سنة أربع وسبعين وخمس مئة ببلاد الروم، وتوفي يوم الأحد العشرين من شهر رمضان، سنة ست وعشرين وست مئة في الخان بظاهر مدينة حلب، وكان قد وقف كتبه على مسجد الزيدي بدرب دينار ببغداد، وسلمها إلى الشيخ عز الدين أبي الحسن علي بن الأثير صاحب "التاريخ الكبير"، فحملها إلى هناك، ولما تميز ياقوت، واشتهر، سمى نفسه: يعقوب.

قال ابن خلكان: قدمتُ حلب للاشتغال أبها، في مستهل ذي القعدة، سنة وفاته، وكان عقيب موته، وسمعت الناس يُثنون عليه،