للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بِالنَّارِ"، فقال: قد عفوتُ عنك يا يحيى، وصدق نبيي، إلا أنك خلطت عليَّ في دار الدنيا - رحمه الله، وعفا عنه - (١).

* * *

٥٠٩ - أبو زكريا يحيى بن معاذ الرازي: الواعظ، أحدُ رجال الطريقة، خرج إلى بَلْخ، وأقام بها مدة، ورجع إلى نيسابور، ومات بها.

وكان يقول: الجوع للمريدين رياضة، وللتابعين تَجْرِبة، وللزهاد سياسة، وللعارفين مَكْرُمة، والوحدة جليس الصديقين، والفوت أشد من الموت؛ لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، والزهد ثلاثة أشياء: القلة، والخلوة، والجوع، ومن خان الله في السر، هتك الله ستره في العلانية.

وكان له إشارات وعبارات حسنة.

ومن دعائه: اللهم إن كان ذنبي قد أخافني، فإن حسن ظني بك قد أجارني، اللهم سترتَ عليَّ في الدنيا ذنوبًا أنا إلى سترها في القيامة أحوجُ، قد أحسنت بي إذْ لم تُظهرها لعصابة من المسلمين، فلا تفضحني ذلك اليوم على رؤوس العالمين، يا أرحم الراحمين.

ودخل على علويّ زائراً له، ومسلّما عليه، فقال له العلوي: أيَّد الله الأستاذ، ما تقول فينا أهل البيت؟ قال: ما أقول في طين عُجن بماء


(١) انظر: "تاريخ دمشق" (٦٤/ ٩٠).