للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عَشِقَ المَكَارِمَ فَهْوُ مَشْغُولٌ بِهَا ... وَالمَكْرُمَاتُ قَلِيلَةُ العُشَّاقِ

وأَقاَمَ سُوقاً لِلثَّنَاءِ وَلَمْ يَكُنْ ... سُوقُ الثَّنَاءِ يُعَدُّ فِي الأَسْوَاقِ

بَثَّ الصَّنَائِعَ فِي البِلاَدِ فَأَصْبَحَتْ ... يُجْبَى إِلَيْكَ مَحَامِدُ الآفَاقِ

وكان خالد بن يزيد قد تولى الموصل من جهة المأمون، فوصل إليها، وفي صحبته أبو الشَّمَقْمق الشاعرُ، فلما دخل إلى الموصل، نشب اللواء الذي لخالد في سقف باب المدينة، فاندقَّ، فتطَيَّر خالد من ذلك، فانشدهُ ارتجالاً:

مَا كَانَ مُنْدَقّ اللِّوَاءِ لِرِيبَةٍ ... تُخْشَى وَلاَ سُوءٍ يَكُونُ مُعَجَّلاَ

لَكِنَّ هَذَا الرُّمْحَ أَضْعَفَ مَتْنَهُ ... صِغَرُ الوِلاَيَةِ فَاسْتَقَلَّ المَوْصِلاَ

فبلغ الخليفةَ ما جرى، فكتب إلى خالد بن يزيد: قد زدنا في ولايتك ديارَ ربيعة كلَّها؛ لكون رمحك استقلَّ الموصل، ففرح بذلك، وأجاز أبا الشمقمق جائزة حسنة، وتوفي في طريق أرمينية، سنة ثلاثين ومئتين، دفن بمدينة رسل أرمينية - رحمه الله تعالى -.