للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في كل وقت يسأل المنجِّمين ومن يُعاني هذه الصناعة عمن يكون مكانه؟ فيقولون: رجل اسمه يزيد، فلا يرى من هو أهلٌ لذلك سوى يزيد المذكور، والحجاج يومئذ أمير العراقين، وكذا وقع؛ فإنه لما مات الحجاج، ولي يزيد مكانه.

وكان يزيد المذكور جواداً سخيًا، وله في السخاء والإعطاء حكايات مشهورة يطول شرحها.

وقال يوماً: والله! لَلْحياةُ أحبُّ إليَّ من الموت، والفعلُ الحسن أحبُّ إليَّ من الحياة، ولو أني أُعطيت ما لم يُعطَه أحد، لأحببت أن يكون لي أذنٌ أسمع بها ما يقال فيَّ إذا متُّ.

وأجمع علماء التاريخ على أنه لم يكن في دولة بني أمية أكرمُ من بني المهلب، كما لم يكن في دولة بني العباس أكرمُ من البرامكة، وكان لهم في الشجاعة - أيضًا - مواقفُ مشهورة.

ولد يزيد المذكور سنة ثلاث وخمسين، وتوفي مقتولاً يوم الجمعة، لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر، سنة اثنتين ومئة.

وكان ليزيد ولدان نجيبان جليلان سيدان، أحدهما: خالد بن يزيد، والآخر: محمد بن يزيد، وكان موصوفًا بالكرم، وأنه لا يرد طالباً، فإن لم يحضر مال، يَعِدُ، ثم يُعَجِّل العِدَة.

ومدحه أحمد بن صالح، وقيل: أبو الشيص الخزاعي في كتاب "التاريخ" بقوله: