للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وفيها: تزوج علي - رضي الله عنه - بفاطمة بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

* وفيها: كانت غزوة بدر الكبرى، وهي الغزوة التي أظهر الله بها الدين.

وكان سببها: قتل عمرو بن الحضرمي، وإقبال أبي سفيان بن حرب في عيرٍ لقريش عظيمة من الشام، وفيها أموال كثيرة، ومعها ثمانون رجُلًا من قريش، منهم: مخرمة بن نوفل الزهري، وعمرو بن العاص.

فلما سمع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ندب المسلمين إليهم، وقال: "هذهِ عِيرُ قُرَيشٍ، فيها أموالُهم، فاخْرُجوا إليهم، لعلَّ الله تعالى أن يُنَفِّلَكُمُوها"، فانتدب الناس، فخفَّ بعضهم، وثقل بعضهم (١).

وبلغ أبا سفيان ذلك، فبعث إلى مكة، وأعلم قريشًا بذلك، فخرج الناس من مكة سِراعًا، ولم يتخلف سوى أبي لهب، وكانت عِدَّتهم تسع مئة وخمسين رجلًا، فيهم مئة فرس.

وخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة لثلاثٍ خلوْنَ من رمضان، ومعه ثلاث مئة، وثلاثة عشر رجلًا (٢)، ولم يكن فيهم إلا فارسان، وكانت الإبل سبعين، يتعاقبون عليها.

ونزل النبي - صلى الله عليه وسلم - الصفراء، وجاءته الأخبار بأن العير قاربت بدرًا، وأن المشركين خرجوا ليمنعوا عنها، ثم ارتحل - عليه السلام -، ونزل في


(١) رواه ابن هشام في "السيرة النبوية" (٣/ ١٥٣)، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البخاري (٣٩٥٨)، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -.