وأقام - عليه السلام - بعَرَصَة بدر ثلاثَ ليال، وجميع من استُشهد من المسلمين أربعة عشر رجلًا: ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار.
ولما وصل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الصفراء راجعًا من بدر، أمر عليًا بضرب عنق النَّضْر بن الحارث، وكان من شدة عداوته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، إذا تلا النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، يقول لقريش: ما يأتيكم محمدٌ إلا بأساطيرِ الأولين.
ثم أمر بضرب عنق عُقبة بن أبي مُعَيْطِ بنِ أمية.
وكان عثمان بن عفان قد تخلَّف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بأمره، بسبب مرض زوجته رقيةَ بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وماتت رقيةُ في غيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت مدةُ غيبةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر يومًا.
* وفيها: هلك أبو لهب عبدُ العُزَّى بنُ عبد المطلب بن هشام، لما جاءه الخبر بمكة، وما وقع في غزوة بدر، فلم يبقَ غير سبع ليال، ومات كَمَدًا وحزنًا، بمرض العدسة، وهي قرحة كانت العرب تتشاءم بها، ويرون أنها تُعدي أشدَّ العدوى، فلما أصابت أبا لهب، تباعدَ عنه بنوه، وبقي بعد موته ثلاثًا، لا يَقْرَبُه أحد، فلما خافوا السُّبَّة في تركه، حفروا له حفرةً، ثم دفعوه بعُود في حفرته، وقذفوه بالحجارة من بعيدٍ حتى وارَوْه.
* وفيها: غزوةُ بني قينقاع من اليهود، وأمر بإجلائهم، وغنم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون جميع أموالهم.
* وفيها: غزوة السويق، وكان من أمرها: أن أبا سفيان حلف أن