وأخذ حفنةً من الحصا، ورمى بها قريشًا، وقال:"شاهَتِ الوجوهُ"(١)، وقال لأصحابه:"شُدُّوا عليهم"، فكانت الهزيمة.
وكانت الوقعة صبيحة الجمعة، لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان.
وحمل عبدُ الله بنُ مسعود رأسَ أبي جهل بنِ هشام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسجد شكرًا لله تعالى، وقُتِل أبو جهل وله سبعون سنة، واسم أبي جهل: عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وقُتل أخو أبي جهل، وهو العاص بن هشام.
ونَصَر الله نبيه بالملائكة، قال الله تعالى:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ}[الأنفال: ٩].
وكان عدة قتلى بدر من المشركين سبعين رجلًا، والأسرى كذلك.
فمن القتلى غير من ذكر: حنظلة بن أبي سفيان بن حرب، وعُبيدة ابن سعيد بن العاص بن أمية، قتله علي بن أبي طالب، وزمعةُ بن الأسود، قتله حمزة، وغيرهم جماعة من أكابر قريش.
وكان من جملة الأسرى: العباسُ عمُّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وابنا أخيه: عَقيلُ ابن أبي طالب، ونوفلُ بن الحارث بن عبد المطلب.
ولما انقضى القتال، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بسحب القتلى إلى القَليب، وكانوا أربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش، فقُذفوا فيه.
(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ٢٠٣)، عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه -.