بالمنجنيق، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقطع أعناب بني ثقيف، فقطعت، ثم أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرحيل، فرحل عنهم، حتى نزل بالجِعرانة، وكان قد ترك بها غنائم هوازن.
وأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض هوازن، ودخلوا عليه، فردَّ عليهم نصيبه ونصيب بني عبد المطلب، وردَّ الناس أبناءهم ونساءهم، ثم لحق مالكُ ابنُ عوف مقدَّمُ هوازنَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأسلمَ، وحسن إسلامه، واستعمله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على قومه، وعلى مَنْ أسلم من تلك القبائل.
وكان عدة السبي: ستة آلاف رأس أطلقه رسول الله، وكانت عدة الإبل: أربعة وعشرين ألف بعير، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة، ومن الفضة أربعة آلاف أوقية.
وأعطى المؤلَّفة قلوبُهم مثلَ أبي سفيان، وابنيه: يزيد، ومعاوية، وسهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل، والحارث بن هشام أخي أبي جهل، وصفوان بن أمية، وهؤلاء من قريش، وأعطى الأقرعَ بنَ حابس التميميَّ، وعُيينة بنَ حصن بنِ حذيفةَ بنِ بدر الفزاريَّ (١)، ومالكَ بنَ عوف مقدَّمَ هوازن، وأمثالهم، فأعطى لكل واحد من الأشراف مئةً من الإبل، وأعطى الآخرين أربعين أربعين، وأعطى للعباس بن مرداس السلمي أباعر لم يرضَها، وقال في ذلك من أبيات: