للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَأَصْبَحَ نهْبِي وَنَهْبُ العُبَيْـ ... ـد بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ

وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلاَ حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي مَجْمَعِ

وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ اليَوْمَ لَمْ يُرْفَعِ

فروي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَهُ"، فأُعطي حتى رضي (١).

لما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغنائم، لم يعطِ الأنصار شيئًا، فوجدوا في أنفسهم، فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "أَوَجَدْتُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ في لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا، أَلَّفْتُ بِها قَوْمًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلامِكُمْ؟ ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالبَعِير وَالشَّاةِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رِحَالِكُمْ؟ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ".

فبكى القومُ حتى اخضلَّت لِحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) رواه الطبري في "تاريخه" (٢/ ١٧٥)، عن عبد الله بن أبي بكر.