للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر. ومضى عليٌّ إلى العباس، وتكلم معه، فقال له: هذا الرهط لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم له غيرنا، وايم الله لا ننالُه إلا بِشَرٍّ لا ينفع معه خير.

ثم جمع عبد الرحمن بن عوف الناسَ بعد أن أخرج نفسَه عن الخلافة، فدعا عليًّا، فقال: عليك عهدُ الله وميثاقُه لتعملَنَّ بكتاب الله، وسنة رسوله، وسيرة الخليفتين من بعده؟ فقال: أرجو أن أفعل وأعمل مبلغ علمي وطاقتي، ودعا بعثمان، وقال له مثلَ ما قال لعلي، فرفع عبدُ الرحمن رأسَه إلى سقف المسجد، ويدُه في يد عثمان، وقال: (اللهمَّ اسمعْ واشهد أنِّي جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان)، وبايعه.

فقال علي: ليس هذا بأول يوم تظاهرتم علينا فيه، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، والله ما وَلَّيتَ عثمانَ إلا ليردَّ الأمر إليك، والله كل يوم هو في شأن، فقال عبد الرحمن: يا عليُّ! لا تجعل على نفسك حجة وسبيلًا.

فخرج عليٌّ وهو يقول: سيبلغ الكتاب أجله.

بويع له بالخلافة - رضي الله عنه - لثلاثٍ مضين من المحرم سنة أربع وعشرين، ولما بويع، رقا المنبر، وقام خطيبًا، وحمد الله، وأثنى عليه، ثم نزل، وأقرَّ ولاةَ عمر سنة؛ لأنه كان أوصى بذلك، ثم عزل وولَّى، وجهز الجيوش للغزو.

ولما دخلت سنة ثلاثين: فيها بَلَغَ عثمانَ - رضي الله عنه - ما وقع في أمر