القرآن؛ من أن أهل العراق يقولون: قرآننا أصحُّ من قرآن أهل الشام؛ لأننا قرأنا على أبي موسى الأشعري، وأهلُ الشام يقولون: قرآننا أصحُّ؛ لأننا قرأنا على المقداد ابن الأسود، وكذلك غيرهم من الأمصار، فأجمع رأيه ورأي الصحابة، على أن يحمل الناس على المصحف الذي كُتِب في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه -، وكان مُودَعًا عند حفصةَ زوجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ويحرق ما سِواه من المصاحف التي بأيدي الناس، ففعل ذلك، ونسخ من ذلك، المصحف مصاحفَ، وحُمل كلٌّ منها إلى مصر من الأمصار، وكان الذي تولى نسخَ العثمانية بأمر عثمان: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي.
وقال عثمان: إذا اختلفتم في كلمة، فاكتبوها بلسان قريش؛ فإنما نزل القرآن بلسانهم.
وفي هذه السنة: سقط من عثمان خاتمُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان من فضة، مكتوب فيه ثلاثة أسطر: محمد، رسول، الله، وكان النبي يتختم فيه، ويختم الكتب التي كان يرسلها إلى الملوك، ثم تختَّم بعدَه أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان إلى أن سقط في بئر أريس.
وفي سنة اثنتين وثلاثين: توفي عبد الله بن مسعود، وكان جليلَ القدر في الصحابة، وهو أحدُ القُرَّاء - رحمه الله تعالى -.
وفي سنة أربع وثلاثين: توفي المقداد بن الأسود، وهو المقداد ابن عمرو بن ثعلبة، ونسب إلى الأسودِ بنِ عبدِ يغوثَ؛ لأنه كان قد حالفَ الأسودَ المذكور في الجاهلية، فتبناه، فعُرف بالمقداد ابن الأسود، فلما