نزل قوله تعالى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}[الأحزاب: ٥]، قيل له: المقداد بن عمرو، ولم يكن في يوم بدر من المسلمين صاحب فرس غيرُ المقداد - في قول -، وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها، وكان عمره نحو سبعين سنة.
ثم لما دخلت سنة خمس وثلاثين: فيها قدم من مصر جمع، قيل: ألف، وقيل: سبع مئة، وقيل: خمس مئة، وكذلك قدم من الكوفة جَمْعٌ، وكذلك من البصرة، وكان هوى المصريين مع عليٍّ، وهوى الكوفيين مع الزبير، وهوى البصريين مع طلحةَ، فدخلوا المدينة.
ولما جاءت الجمعة التي تلي دخولهم المدينة، خرج عثمان - رضي الله عنه -، فصلى بالناس، ثم قام على المنبر، وقال للجموع المذكورة: يا هؤلاء! الله يعلم، وأهل المدينة يعلمون: أنكم ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فقام محمد بن مسلمة الأنصاري، فقال: أنا أشهد بذلك، وثار القوم بأجمعهم، فحَصَبوا الناسَ حتى أخرجوهم من المسجد، وحُصِب عثمانُ حتى خرّ على المنبر مغشيًا عليه، فأُدخل دارَه، وقاتل جماعةٌ من أهل المدينة عن عثمان، منهم: سعد بن أبي وقاص، والحسن بن علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وأبو هريرة - رضي الله عنهم -.
فأرسل إليهم عثمان يعزم عليهم بالانصراف، فانصرفوا، وصلى عثمان بالناس بعد ما نزلت الجموع المذكورة في المسجد ثلاثين يومًا.
ثم منعوه الصلاة، فصلى بالناس أميرُهم الغافقيُّ أميرُ جمعِ مصر،