للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برسول الله، ولكن اكتبِ اسمكَ واسم أبيك، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمحوه، فقلت: لا أستطيع، فقال: "فأرني"، فأريته، فمحاه بيده، فقال لي: "إِنَّكَ ستُدْعَى إلى مثِلها، فتُجيب" (١)، فقال عمرو: سبحان الله! أشبَهَنا بالكفار ونحن مؤمنون.

وكتب الكتاب، فمنه: هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، قاضَى عليٌّ على أهل الكوفة ومَنْ معهم، وقاضَى معاويةُ على أهل الشام ومَنْ معهم: أننا ننزل عند حكم الله وكتابه، ونحيي ما أحيا، ونميت ما أمات، فما وجد الحَكَمان في كتاب الله، وهما أبو موسى الأشعري عبدُ الله بن قيس، وعمرو بن العاص، عَمِلا به، وما لم يجدا في كتاب الله، فبالسنَّة العادلة، وأخَذَ الحَكَمان من علي ومعاوية، ومن الجُنْدَين المواثيقَ: أنهما أمينان (٢) على أنفسهما وأهلهما والأمة، فهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه، وأجَّلا القضاء إلى رمضان من هذه السنة، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك، أخراه، وكتب في يوم الأربعاء، لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة سبع وثلاثين، على أن يوافي علي ومعاوية، موضعَ الحكمين بِدُومة الجندل في رمضان، فإن لم يجتمعا لذلك، اجتمعا في العام المقبل بأَذْرُح (٣).


(١) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (٨٥٧٦) بلفظ: "أما إن لك مثلها، ستأتيها وأنت مضطر".
(٢) في الأصل: "أمضيا".
(٣) في الأصل: "بأدراج".