لأن أبا بكر - رضي الله عنه - تقلدها سنتين، وثلاثة أشهر، وعشرة أيام، وعمر - رضي الله عنه - عشر سنين، وستة أشهر، وثمانية أيام، وعثمان - رضي الله عنه - اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يومًا، وعلي - رضي الله عنه - أربع سنين، وتسعة أشهر، والحسن - رضي الله عنه - نحو ستة أشهر، فذلك ثلاثون سنة.
روى سفينةُ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"الخلافةُ بعدي ثلاثونَ سنةً، ثم تعودُ مُلْكًا عَضوضًا"(١)، وكان آخر ولاية الحسن تمام ثلاثين سنة؛ لأن ابتداء خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وانتهاء خلافة الحسن في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من الهجرة.
وعاش الحسن بالمدينة إلى أن مات بها مسمومًا، في شهر ربيع الأول، سنة تسع وأربعين، وله سبع وأربعون سنة.
وقيل: مات ليلة السبت لثمان خلون من المحرم سنة خمسين، وصلَّى عليه سعيدُ بن العاص، ودُفِن بالبقيع، وهو أكبر من الحسين بسنة.
وتزوج الحسن كثيرًا من النساء، وكان مِطْلاقًا، وكان له خمسة عشر ولدًا ذكرًا، وثمان بنات، وكان يشبه جده رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - من رأسه إلى سُرَّته، وكان الحسين يشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سرته إلى قدميه.
(١) تقدم تخريج الشطر الأول منه، وروى الشطر الثاني: الطيالسي في "مسنده" (٢٢٨)، وأبو يعلى في "مسنده " (٨٧٣)، عن معاذ بن جبل وأبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنهما -.