للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما مات يزيد، استخلفه على عمله بالشام، وهي دمشق، وأقره عمرُ - رضي الله عنه - مكانَه، فأقام أميرًا على الشام مدة خلافة عمر، ثم أَمَّره عثمان، وولي الخلافةَ بعد ذلك عشرين سنة.

بويع له البيعة التامة لما خلع الحسنُ نفسَه، وسلَّم الأمرَ إليه.

قال محمد بن سعد: بقي معاويةُ أميرًا عشرين سنة، وخليفةً عشرين سنة - تقريبًا -.

وقال الوليد بن مسلم: كانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفًا.

وهو من الموصوفين بالدهاء والحِلْم، وهو أولُ من قامت له الرجال من الخلفاء، وأول من قِيْدت بين يديه الجنائب، وأول من اتخذ المقاصر في الجوامع، وأول ما عمر مقصورة جامع دمشق، وهو أول من أقام على رأسه حرسًا، وأول من اتخذ الخصيان في الإسلام، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة درجة، وأول من صنع المنبر في المسجد الحرام، وزاد في منبر سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أراد نقله، فأتاه أبو هريرة وجابر، وقالا: ننشدك الله أن لا تفعل، فأجابهما، وهو أول من علق الستور، واتخذ الحرس وأرباب الشرط، واستخدم الحجاب، وركب الهماليج، ولبس الخز والوشي الخفيف، وعمل الطراز بمصر واليمن والرها والإسكندرية، واقتنى الضياع، واستكتب النصارى، وجلس على السرير والناسُ تحته، وأمر بهدايا النيروز.

وحج بالناس سنة أربع وأربعين، وسنة إحدى وخمسين، واستخلف في بقية خلافته من يحج، وكان يقول: أنا أول الملوك.