للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان معاوية كثير الحلم والعفو والكرم، وكان يجيز الحسن والحسين في كل سنة، لكل واحد ألف ألف درهم، وكذلك عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس، لكل واحد ألف ألف درهم.

ودخل عليه الحسن يومًا، وهو مضطجع على سريره، فسلم عليه، وأقعده تحت رجليه، وقال له: ألا تعجب من قول أم المؤمنين عائشة تزعم أني لستُ أهلًا للخلافة؟ فقال الحسن: أوعجبٌ ما قالت؟ قال: كل العجب، قال: أعجبُ من هذا جلوسي عندَ رجليك، فاستحيا معاوية، واستوى جالسًا.

ثم قال: أقسمتُ عليك أبا محمد إلَّا أخبرتني كم عليك من الدَّين؟ قال: مئة ألف درهم، فقال: يا غلام! أعط أبا محمد ثلاث مئة ألف درهم: مئة ألف يقضي بها دينه، ومئة ألف يفرقها على مواليه، ومئة ألف يستعين بها على نوائبه، وأنجزها له الساعة، فأخذها الحسن، وانصرف.

فقال يزيد: يا أبت! ما رأيتُ كاليوم، استقبلَكَ بما تكره، وأعطيته هذا العطاء! فقال: يا بُني! وما نريد؟ إن الحق - واللهِ - لهم، وحقهم، فإذا أتوك، فأجزل لهم العطية.

وروي: أن معاوية حجَّ في سنة خمسين، وأمر بحمل منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الشام، فلما حُمل، كسفت الشمس، وظهرت النجوم بالنهار، فلما رأى ذلك، خاف، وجزع، وأمر بردِّه إلى موضعه، وزاد فيه ستَّ درجات.

وله أخبار كثيرة في السخاء والحلم.