للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدم عليه جماعة من الرجال والنساء في أيام خلافته، ممن استطال عليه قبل الخلافة، فيذكرهم بما وقع منهم، فيعتذرون إليه، فيعاملهم بالحلم، ويجزل لهم العطاء.

ولما أراد أن يبايع لابنه يزيد، أرسل إلى زياد يستشيره في ذلك، ويأمره بأخذ البيعة على أهل العراق، فكتب إليه زياد: كتبتَ إليَّ تأمرني أن أدعو أشراف الكوفة وأهل البصرة إلى بيعة يزيد بولاية العهد من بعدك، فما تقول الناس في يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبغات، ويتجاهر بشرب الخمر، واتخاذ المعازف، وفي الناس الحسينُ بن علي بن أبي طالب، وعبدُ الرحمن بن أبي بكر، وعبدُ الله ابن عمر، وعبدُ الله بن العباس، وعبدُ الله بن الزبير، العابدون الزاهدون المتواضعون لله، الفقهاءُ في دين الله، ولكن إن تخلَّق يزيدُ بأخلاق هؤلاء القوم، يوشك أن يُمَوَّهَ أمرُه على الناس.

فغضب معاوية [وقال]: ويلي على ابن سمية، والله! لأَرُدَّنَّه إلى أبيه وأمِّه البغيِّ.

فتوفي زياد بالكوفة سنة ثلاث وخمسين.

ثم إن معاوية بعث لعبد الله بن عمر بمئة ألف درهم، وذكر له بيعة يزيد، فقال: أراد معاويةُ أن أبيع ديني، فهو إذن عندي رخيص، فامتنع من ذلك.

ثم كتب معاوية إلى عماله أن يوفدوا له الوفود من الأمصار، فحضر