للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إنه أوصى أن يكفَّن في قميص كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كساه إياه، وأن يُجعل مما يلي جسدَه، وكان عنده قلامةُ أظفارِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأوصى أن تُسحق، وتُجعل في عينيه وفمه، وقال: افعلوا ذلك، وخَلُّوا بيني وبينَ أرحم الراحمين، ثم قضى نَحْبَهُ.

وكانت وفاته في النصف من رجب، سنة ستين من الهجرة، وعمره ثمان وسبعون سنة، وقيل: ستة وثمانون سنة، وقيل: غير ذلك، وصلى عليه الضحاك، ودُفن بمقبرة دمشق، وكان ابنه غائبًا - كما تقدم -، فأرسلوا إليه البريد، فلم يدركه إلا وقد مات، فصلى على قبره.

وكان معاوية أبيضَ اللون، جميلًا، وروي: أنه قال: ما زلتُ أطمع بالخلافة منذ قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ وُلِّيتَ فَأَحْسِنْ" (١).

وروي عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الصحابي - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال لمعاوية: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا" (٢).

وفي أيامه في سنة ثلاث وأربعين توفي عمرو بن العاص.

وفي سنة أربع وأربعين توفيت أم حبيبة بنتُ أبي سفيان زوجُ النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وفي سنة خمسين توفي دِحْية الكلبي المنسوبُ إلى كلب بن وبرة،


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ١٠١)، وأبو يعلى في "مسنده" (٧٣٨٠).
(٢) رواه الترمذي (٣٨٤٢)، والإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢١٦)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٥٦).